تعريف موجز لدبلوم رسالة الحقوق (للإمام زين العابدين الإمام علي بن الحسين عليه السلام ).
الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين، محمّد المصطفى و عترته الطاهرين و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين وبعد: إن الحقوق والواجبات حقيقتان اجتماعيتان لهما جذورهما الراسخة في حياة كل إنسان منذ العهود الغابرة وحتى هذا اليوم، حيث أصبحت حقوق الإنسان هي شعار القرن الحادي والعشرين، الشعار والطريق الأمثل لتقدم البشرية، ورمز تطلعاتها لتحقيق المستقبل الزاهر.
فلو توغّلنا في الحق وتعاريفه، لوجدنا أنفسنا أمام نظريات وآراء متنوعة، تطرح سؤالاً واحداً: هل إن كلمة الحق مجرد اصطلاح ظهر نتيجة العادات والممارسات، أم هو شعور داخلي – نفسي ينبع من الكينونة، ومن واقع الحياة التي تستكمل به شروط استمرارها؟ أم هو هبة من عالم ما وراء الطبيعة؟!.
إن العقل يتشعّب في فهم مدلول هذه الكلمة رغم كثرة تداولها.
إن المجتمع المتميز يقتضي تبادل الثقة يبن أفراده، عن طريق توفير حرية القول والرأي؛ لأن آراء الشعب جزئية وليست شاملة مطلقة؛ لذلك وجب أن يتمتع كل شخص بحرية التعبير عن وجهة نظره لتتكامل هذه الآراء.
ففي هذه الكرة الأرضية التي أضحت كقرية صغيرة تتشابك فيها حياة الشعوب، وجب على الإنسانية مكافحة صنوف العناء والاضطهاد وفقدان الحريات، بتطبيق حقوق الإنسان، التي حرصت كل أمة، بل وكل دولة أن توجه أنامل الفخر إليها في هذا المضمار، حيث زعمت المملكة المتحدة أن الإنكليز سبقوا شعوب الأرض في مجال الحقوق، بينما زعم الفرنسيون أن هذا التطور ما هو إلاّ نتاج ثورتهم التي رفعت شعار (الحرية والإخاء والمساواة).
وعلى الرغم من اهتمام المعنيين بمسألة حقوق الإنسان، فإننا قلما نجدها واقعاً في حيز التطبيق، وبخاصة في العالم الثالث. بينما الإسلام – دين الرحمة لكل العالم – قد قرر تلك المبادئ في أكمل صورة وأوسع نطاق وقدمها للإنسانية منذ أربعة عشر قرناً، فسبق بها سبقاً لا مثيل له. وكانت خلاصة تلك المبادئ السامية (رسالة الحقوق) للإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام )، تلك الرسالة التي تهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض، أفراداً وجماعات، حكومات وشعوباً، دولاً وأجناساً، وحسبها عظمة وسمواً أن غارس بذرتها نبعة شجرة النبوة، وأصل معدن الحكمة الإمام زين العابدين(عليه السلام ).
وهكذا فإن البحث في موقف الدين الإسلامي العظيم من حقوق الإنسان ومدى اهتمامه بها لا يمكن تحديده في فترة معينة من التاريخ، ولا استخلاصه من نصوص مجتزأة عن سياقها، ورسالة الحقوق للإمام السجاد(عليه السالم ) ما هي إلاّ دليل واضح على أن الإسلام ليس ديناً أو معتقداً فقط، وإنما هو دين ودولة ونظام اجتماعي لابد أن يسود بمفاهيمه وأفكاره المتميزة، ومن أجل ذلك إرتأت أكاديمية الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وفروعها أن تتبنى فكرة إطلاق دبلوم تخصصي متباركين بهذه الرسالة المباركة للإمام زين العابدين عليه السلام والتي تحتوي على مضامين من أنوار آل محمد عليه السلام .