دبلوم في الاخلاق وتهذيب النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد.
التزكية والتعليم هما منهج الأنبياء في تربية الإنسان ووصوله إلى المقصد الأعلى للخلق وهو التوحيد، وقد بيّن الأنبياء بتربيتهم أنّ أحداً لن يصل إلى الحق بغير طريق اتّباعهم، ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾ فطريقهم دواء كلّ داء، ورافع كلّ حاجة، وعلاج كلّ أمراض النفس، وجواب كل سؤال، وهو راسم طريق الحياة والسير الكمالي للإنسان.
وإنّ المربّين والمعلِّمين العظام للنفوس البشرية هم أولئك الذين سلكوا مسير التهذيب باتباعهم القويم للأنبياء، وعرفوا في جهاد النفس متاهات هذا الطريق، وأدركوا مخاطر الشيطان والنفس وتهديداتهما وحيلهما وخططهما، وخبروا زوايا هذا الطريق الخفيّة والدقيقة.
ولكي يطوي طلّاب طريق المعرفة والتهذيب والسير والسلوك هذا الطريق، هم في أشدّ الحاجة إلى الاستمداد من هؤلاء الذين سلكوا إلى حريم حضرة الحقّ.
وكم هو مهمٌّ العثور على هؤلاء السالكين بحيث قالوا: لو أنّهم أفنوا نصف أعمارهم في طلبهم ليمضوا نصفه الثاني تحت تعليمهم وتربيتهم فقد فعلوا عظيماً، وكم هم نادرون أمثال هؤلاء الذين يتمكّن الإنسان من الحضور في محضرهم ويعهد إليهم باطمئنان تربية نفسه.
وفي زماننا، يتألّق الإمام الخميني قدس سره من بين السالكين والمربّين العظام جوهراً ثميناً، ونبعاً كوثريّاًّ يروي ظمأ عطاشى طريق السلوك الماء الزلال ويجيب حاجاتهم.
ولهذا فقد سعينا أن نجمع باقة من تعليمات ذلك العظيم في التهذيب والسلوك من آثاره الخالدة، لنُقدّمها لطلّاب هذا الطريق مشعلاً يُضيء دربهم.
يتميّز هذا الدبلوم، تهذيب النفس بأنّه في تمام مطالبه – ما عدا المقدّمة – من نصوص وكلمات الإمام الخميني قدس سره.
وقد تمّ تخصيصه بمباحث تهذيب النفس، حيث تمّ السعي عند جمع هذه المادة وتبويبها أن تتضمّن أغلب ما ورد عن الإمام قدس سره في عنوان الكتاب، بحيث يكون الجمع شاملاً لنكات وأصول رؤيته. وما حُذف من نصوص الموضوع هو المفاهيم والأفكار المكرّرة. ولأنّ بعض النصوص لها عدّة وجوه وحيثيات، اضطررنا إلى تكرار بعض المطالب في الدروس المختلفة وربطها بعناوين مختلفة.
في الختام ينبغي توجيه الشكر إلى كلّ الذين ساهموا في إنجاز هذا العمل جمعاً وتنظيماً وفهرسةً وترجمة وخصوصا مركز نون للترجمة والتأليف.
والحمد لله رب العالمين